» » جدلية الاسلمة القومية والعروبة ، قطيعة معرفية أم خصومة ،

بقلم رئيس التحرير::
جاسم السلطاني.  ::

جدلية الاسلمة والقومية والعروبة ،قطيعة معرفية ام خصومة ،،
بات واضحا لدى المعنيين بمقاربة الموروث طبيعة العلاقة والهوية بين الاسلمة والقومية والعروبة!!
وهنا تجدر الاشارة الى ضرورة الفرز بين الانتماء القومي الايديولوجي والذي تشتد وتيره بحسب معطيات المسافة بينه وبين الاحزاب القومية الصارمة التي ترتكز على الباعث القومي بعد ادلجته وبعد الاسقاطات الحزبوية اللازمة لتوظيفه ،وهنا يلزم منا وبنحو بالغ الدقة والحساسية بيان الالتباس المفاهيمي بين المفهومين او الاصطلاحين ،فلاسلام دين اقامه الله وختم به الديانات التوحيدية وساحته الثابت الديني وحجته الوحي وهو استلهامه وتأصيله الاول ،،
والعروبة وليس القومية (المؤدلجة)هوية وانتما لازمين بمقتضى الفطرة والجبِلّة،ولايعد ذلك الانتماء من موارد التعارض مع الدين،فضلا عما احترزت بالتعريف ،، رغم ان البعض يرى ان هذه (الاحجية )اكل عليها الدهر وشرب ،
لكن كيف وصل الامر بطوائف كبيرة من المسلمين بنقل الممارسة العبادية التي فرضتها المدونة الفقهية (الشريعة  )من التزام منظم لاحكامها وسننها بحسب ما تستلزمها العلاقة مع الله ،،الى ممارسة تفرضها سلطتها الاجتماعية والسياسية،،
بحسب تصور الاسلام السياسي المعاصر والذي يمثله تأصيلا وتاسيسا جماعة الاخوان ان الامة كانت في سبات الجاهلية (جاهلية القرن العشرين)والان افاقت الى صحوتها (الاسلاموية)واهم واخطر اولويات هذه الصحوة هو سحق الهويات الوطنية ومحاولة التضليل الديماغوجي واسلمة الشعور الوطني بحسب معاييرهم ما ادى الى اضطراب الهوية والانتماء ومنع قيام الدولة الوطنية الحداثوية التي تنهض بشعوبها نحو المدنية والاستقرار وتحقيق الرفاهية والاخذ باسباب التطور الحتمي وغير الحتمي حضاريا،وحصلت التحولات المجتمعية المزلزلة بخطاب الاسلام السياسي الذي برر اسباب انكسار الانظمة الشمولية في المنطقة العربية الى عدم الاستناد والعودة الى الاسلام ،
وهنا يبرز تساؤل هل ان السياسة هي الفاعل الرئيس في اسلمة المجتمعات ؟
ام التطرف والغلو في التأسلم من اسهم في ترسيخ تلك الاسلمة ،رغم انهما اسهما معا في التاثير لكن بالتاكيد الغلو والتطرف فؤ قراءة الخطاب الديني وتقديمه الى مريديه هو الفاعل الاكبر لابل ولايتحقق ذلك بتخلف تاثيره!!
والامر مختلف مع شعوب اوربا الشرقية عند تراجع الشيوعية في تلك البلدان ،لماذا لم يحصل فيهم كماحصل عند العرب والمسلمين في تعاملهم مع الانتقال من العلمانية الى الاسلمة؟
مع الالتفات الى ان هناك من  الدول التي كان فيها الخطاب الديني مستشريا كبولندا مثلا،ومع كل تصاعد احساس الروح لدى تلك الشعوب ورغم كل ذلك لم يصاحب ذلك الاحساس تديّن للشعوب والجماهير المضطلعة بالتغيير،
وهنا اجد.ان العلاقة بين الوعي القومي (المؤدلج )المتشدد والوعي الديني المتشدد ولو بدرجة اقل في جهة الوعي القومي عما هو علية الوعي الديني ،لكنهما يتماهيان في ذلك الى حدما والعلاقة بينهما ليست علاقة تعارض!!
والامر مختلف في العروبة كمفهوم واصطلاح ؟
فغالب شعوب الارض لابل جميعها تسالمت على هوية وطنية ،وبعض الدول الاسلامية التزمت وتمسكت بالدين القومي كهوية بحسب النسق المذهبي!!
فالعروبة هوية وانتماء غير مؤدلجين ولايتعارضان مع اممية الاسلام ،وفي غير مورد ومقام يبين النبي ص ع واله انتماءه العروبي والمناطقي (الى مكة مسقط راسه)ولاضير في ذلك على سبيل التعريف والمشترك الثقافي والتاريخي ،
حالة الاغتراب الهوياتي الذي يشكل فراغا روحيا للمجتمع العراقي يجب معالجته معالجة بواسطة الهوية الوطنية العروبية الحداثوية المؤنسنة !!
وما تمر بها المنطقة من اجتياح للفكر المتطرف هو بسبب ذلك الفراغ ،فالنزاع اليوم في الخليج العربي مرده الى التطرف والطائفة المقيتة التي ترتب اقصاء الاخر وعدم قبوله ،اطراف النزاع في الخليج العربي والمنطقة العربية تخلت عن هويتها الوطنية العروبية لحساب انتماءها المذهبي الضيق والا بماذا يفسر الاصرار على دعم جماعات مسلحة تتبنى في الحد الادنى خطورة عدم قبول الاخر المختلف وعلى مرأى ومسمع العالم تحظى بدعم بعض دول الخليج العربي !! واليوم الازمة تشبه الى حد كبير قسمة الغرماء،فهم متماهون في اصل المبنى الفكري الايديولوجي ،ووقع الاشكال في صغرى القول اي في تفرعات وآلية العمل ،
ماذا قدم الاخوان المسلمون من منجزات عل  المستوى الفكري والاخلاقي لتتحمل دولة كل هذه الازمة لاجل دعمهم ؟
هل اخفق النبي ص ع واله حاشاه عن اداء مهمته ليتصدى الاخوان المسلمون لاتمامها ؟ماهي وظيفتهم ؟ومن الذي اناط بهم مهمة حراسة وحفظ الرسالة ؟وكيف وصل الاسلام بمنظومته الاخلاقية الرائعة عبر اكثر من ١٣٥٠ عام الينا ،كيف يقدمون قراءت ملتوية لفهم النص الديني ومدلولاته؟
ماذا اصاب ربيعهم الاخواني ؟هل اقام او عقد الاخوان مؤتمرا تم تخصيصه للدعوة فقط ؟هل فعلا قدموا اهتمام بالشان الديني المجرد ؟وهى اضافوا شيئا للاسلام سوى التشدد والحاكمية وحكموا بجاهلية الامة !
ورسخوا الفكر المتطرف الذي استلهم منه المتطرفون تاصيلاتهم ،
وهم لايتيحون للاخر الوقوف على طبيعة استدلالاتهم ومبانيهم وتصوراتهم ويتسالمون على المدونة الماضوية على علاتها بدعوى انها موروث السلف الصالح ،فهل السلف الصالح امرنا بازهاق الارواح وترويع الآمنين وقطع الرؤس لاهل القبلة ونحوهم من سائر البشر الذي يشتركون معنا في وحدة الخالق الاساء ما يصنعون،،
الاسلام منظومة قيمية اخلاقوية واضحة يجب ان تكون بمنأى عن اسلمة السياسية ؟
نحن مكلفون باسلمة البشر وليس السياسة 
اتمنى ان يلتفت الخليجيون الى عمق ازمتهم وان يصحوا من غفلتهم بترك تلك الادلجة الاسلاموية والعودة الى الروح العروبية الخلاقة النقية والبعيدة عن الحسابات المذهبوية الضيقة والبائسة ،وان يراجعوا مواقفهم في كف الاستمرار بدعم التطرف والارهاب لدواعي مذهبوية ،،ليعود العرب الى مجدهم الحقيقي في الشعر والاداب والفنون والحب والجمال وينعم الناس بالامن ،فلاتستحق تلك الجماعات ان تحرم الشعوب من حياتها الامنة واقتصادها المتين بسبب عدم التخلي عنها اذا ما اصرت على منهجها الدموي العنيف واقصاءها للعروبة وهي الهوية والانتماء وهو حق طبيعي ومشروع لسائر العرب كما هو مشروع لغيرهم من امم العالم الذي يتمسكون بهوياتهم القومية تمسكا واضحا والى  يومنا هذا يحرصون على احياء اعيادهم ومناسباتهم القومية ،والاضير في ذلك بحد ذاته فمن حق الامم ان تهتم بثقافتها وتاريخها ولايمنع من ذلك الاهتمام لا الدين ولا العولمة ولا الحداثة شرط عدم الافراط او التفريط او الادلجة الاقصائية  ،او جعل تلك الممارسات نزعة طقوسية تجهيلية،وفيما سوى ذلك فهو مشروع وسائغ ،،والا فسنواجه الشر الاخلاقي والجهل المعرفي وهذا تماما ما يحصل في ازمة الخليج العربي،
واتمنى مراجعة التصور الارسطي الذي يأتي على ربط السعادة  بالفضيلة،
والشر الفردي في الزمن المعاصر يفوق نظيره ماضويا،
ومنهم من يذهب الى ان الانسان لايرتكب الشر بدافع الجهل فقط ،وانما بدافع اللذة وتحت ضغط الشهوة احيانا،،

وكالة أنباء الساعة الدولية

»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد